Translate

Monday, April 29, 2013

 حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل": زياد دويري يخرق مقاطعة "إسرائيل"

"الصدمة" فيلم سيُعرض قريباً، كما قرأنا، في صالات السينما اللبنانيّة بعد أن عُرض في غير مهرجانٍ في الخارج. وقد وافق الأمنُ العامُّ اللبنانيُّ عليه بحسب ما جاء في مقابلةٍ أجرتها جريدةُ "الحياة" مع مخرج الفيلم، اللبنانيّ زياد دويري[1].
كثير من مشاهد هذا الفيلم صُوّر في تل أبيب، عاصمةِ الكيان الصهيونيّ؛ كما أنّ الممثلة التي لعبتْ دور البطولة فيه إسرائيليّة. والأمران قد يشكّلان مخالفةً للقانون الصادر في لبنان عام 1955 الذي ينصّ على حظر "...
المساهمة في مؤسّسات أو أعمال إسرائيلية داخل إسرائيل أو خارجها".[2]

يقول دويري حين سُئل عن التصوير في تل أبيب إنّه لم يجد مدينةً تشبهها؛ ويعتبر أنه لم يرتكبْ "جريمة" بتصويره الفيلمَ هناك. ولكنْ لماذا تناسى أنّ هذه المدينة قامت على أنقاض بلدةٍ عربيّةٍ تمّ تطهيرُهاعرقيًّا من سكّانها الأصليين عام 1949؟ وهل يستطيع أن ينْكر أنّ تصويره هناك تجاهلٌ للمأساة التي ما تزال ترخي بظلالها على سكان تلك البقعة وسكّان يافا الأصليين؟ وهل طمسُ الذاكرة القريبة، بل طمسُ الأحداث التي ما نزال نعانيها جرّاء الصهيونيّة في لبنان وفلسطين بشكل خاصّ، جزءٌ من التحرّر من "اللغة الخشبيّة" التي ينْفر منها دويري في غير مقابلة؟

ويبرّر دويري استعانته بممثلة إسرائيليّة لتلعب دور الفلسطينيّة التي فجّرتْ نفسَها في مطعمٍ يعجّ بالأطفال بأنّه لم يجد ممثّلةً فلسطينيّةً تصلح للدور بسبب وجود "مشهدِ تعرّ". والسؤال الذي يطْرح نفسَه: هل يخلو العالمُ كلّه من ممثلاتٍ يَقْبلن التعرّي إلّا الإسرائيليّات (بغضّ النظر عمّا إذا كان "مشهدُ التعرّي" ضرورة قصوى لدعم القضيّة الفلسطينيّة الذي يدّعي دويري أنّه هدفُ الفيلم)؟ بل هل يخلو العالمُ كلّه من "فريق عمل" غير إسرائيليّ يكون ذا كفاءة تقنيّة (فريقُ عمل الفيلم، باعتراف الدويري، مكوّن من عناصر إسرائيليّة)؟

 ويقول دويري في جريدة الحياة إنه أمضى سنة من حياته في تل أبيب، فـ"اكتشف" أنّ "تصرّف الإسرائيليين الشاذّ" و"عنفهم" لا يأتيان "بفعل الكراهية أو العنصريّة فحسب، بل أيضاً بداعي الخوف". لكنّ دويري لا يتساءل عن الأسباب الحقيقيّة لخوف الإسرائيليين، ألا وهي ممارستُهم بأنفسهم "للكراهية والعنف" والاحتلال والعنصريّة ضدّ فلسطين وكلّ العرب، وهي الأسباب التي تؤدّي إلى ردّ فعل طبيعيّ ومشروع، ألا وهو المقاومة.
لهذه الأسباب، ولكثير غيرها، لم يكن عبثًا أن يَعتبر كثيرون أنّ الفيلم، على الرغم من نيلة جائزةَ السعفة الذهبيّة في مراكش في نهاية العام 2012، "روّج للصهاينة"[3]، وأنه جزء من مسلسل التطبيع الإعلاميّ والثقافيّ والفنيّ" مع العدوّ الصهيونيّ[4]."

إنّ حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان تستنكر تصوير هذا الفيلم في الكيان الغاصب، وتستنكر الاستعانة بفريق عمل إسرائيليّ وبممثلين إسرائيليين. وهي تدعو الفنّانين اللبنانيين والعرب إلى مواصلة مقاطعة كافة أشكال الاتصال والتعاون مع الإسرائيليين على مختلف المستويات الاقتصادية والفنية والثقافية والأكاديمية والرياضية.
وختامًا، تشير الحملة إلى أنّ دولة قطر، التي هي الطرفُ الرئيسُ في إنتاج الفيلم المذكور، قد امتنعتْ عن عرضه في مهرجان "تريبكا"، وذلك "تفاديًا لما قد يثيره من مشاكل"[5]. فهل لبنان أقلُّ حرصًا على "تفادي المشاكل"، كي لا نقول أقلّ تأثّرًا بالهمجيّة الإسرائيليّة، من...قطر؟

بيروت في  4 شباط 2013

No comments:

Post a Comment